موضوع: ثنائية الموت والألم الجمعة ديسمبر 12, 2008 4:52 pm
أعيروني بعضَ الكلمات لأقوم بخيانة غزّة كما يجب .. إذْ الخيانة ليست سوى حفنة من كلمات عاجزة نقوم بدلقها – حماقةً – على الورق !
هناك في عزّة .. حيث الموتُ ليس موسميًا كالأمطار : هو يطلّ عليك من الآبار الجافّة ، من أنابيب الأوكسجين الفارغة ، من النوافذ الباكية ، من المنائر المحطّمة ، من الكنائس الحزينة ، من الطرقات المختنقة بالدم ، من الحوائط النابضة بالقهر ، من خزانة الملابس الفارغة ، من لعب الأطفال المتناثرة ... الموت في غزّة ليس فجائياً أبداً .. بل الحياة هناك تأتي فجأةً ! أن تكون في غزّة ، ذلك يعني أنك محاطٌ بالموت جيداً ، ربما هو الهوية الوطنية التي لا تحتاج إلى ختم ( السلطة ) .. تحتاج فقط إلى قطرة دم ساخنة وبريئة !
أطفال غزّة يحسُبون أعمارهم بالدقيقة والثانية .. العمر في غزّة مثير جداً .. هو رحلة حمراء بين طلقات رصاص طائشٍ ، ودخان رماديّ لا ينقطع .. هو لحظة فرار مؤقت .. من الموت إلى الموت !
الدم في غزّة يأخذ ألوانَ كثيرة : هو أحمرُ قانٍ في عروق الشهداء أسودُ فاجرٌ في أجساد الخوَنة ..
الدمُ يسيل هنالك بغزارة ، يبدو أنه لا مفرّ من الموت : إما أن تحتضنه ، وإما أن يحتضنك ..
كذلك الربيع يبدو أسودَ أكثر مما ينبغي ، لا تهطل الأمطار في غزّة من الأعالي ، هي تصعد من الأسفل على هيئات كثيرة : أرواح .. أشلاء .. قطرات دم .. دعاء .. صلاة .. دموع .. صرخات .. طفولة مهدرة .. أنوثة محطّمة .. طرقات مهترئة .. حجارة غاضبة .. لا صوتَ في غزّةَ ليلاً ، سوى أنّات الثكالى ، وبكاء اليتامى ، وطقطقة مفاصل الشيوخ البائسين ! الليالي في غزّة لا تلهم الشعراء لارتكاب حماقةِ الشعر ، إذْ ليس هنالك من حبرٍ يكفي
منقول للأمانة
ليلاس VIP
عدد الرسائل : 446 تاريخ التسجيل : 17/09/2008
موضوع: رد: ثنائية الموت والألم الإثنين ديسمبر 22, 2008 4:32 pm
المتوكل على الله دكتور المنتدى المميز
عدد الرسائل : 183 العمر : 47 العمل/الترفيه : شبكة الجزيرة الفضائية المزاج : عالي تاريخ التسجيل : 16/12/2008
موضوع: رد: ثنائية الموت والألم الثلاثاء ديسمبر 23, 2008 1:50 am
درر يا ست لوتس مشكورة والمعنى بليغ
وهلاوغلاوالله
ليلاس VIP
عدد الرسائل : 446 تاريخ التسجيل : 17/09/2008
موضوع: رد: ثنائية الموت والألم الثلاثاء ديسمبر 23, 2008 2:01 am
هذه المقالات عن غزة وفلسطين علينا أن نهتم بها للتأكيد على الالتحام الوجداني بيننا وبين أهلها ... إن عجزنا عن تقديم المؤازرة فلن نعجز عن تقديم الدعاء لهم بالخلاص .